منذ أول وهلة قد يظن البعض أن كلمة شحوح اسم لقبيلة، إلا أن هذه التسمية هي أصلا مأخوذه من (الشح ) أي الشح بالزكاة . وقد أطلق هذا اللقب على (لقيط بن مالك الأزدي) عندما شح في دفع الزكاة في زمن الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
فقد وقعت حادثة الردة المشهورة حيث امتنع لقيط بن مالك الملقب بـ ( ذي التاج ) عن دفع الزكاة وعلى أثر ذلك جرد أبو بكر الصديق جيشا لمحاربة لقيط وقد تمكن المسلمين من الانتصار عليه في حرب دارت رحاها في دبا . وعندما انتهت المعركة ذهب وفد دبا إلى المدينة المنورة لمقابلة أمير المؤمنين لكنه رفض مقابلتهم وأراد قتلهم فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) هم مسلمون انما ( شحوا ) بأموالهم والقوم يقولون ما رجعنا عن الإسلام ومن يومها أطلق على القبائل التي ذهبت لمقابلة الخليفة أبوبكر بـ ( الشحوح ) نسبة إلى تلك الحادثة التاريخية.
وقال السالمي : إن الشحوح قبيلة أزدية تنتمي إلى لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم لذا فهم من قبائل الأزد التي هاجرت من اليمن منذ حادثة انهيار سد مأرب . والذي يتمي إليه الشحوح هو مالك بن فهم الأزدي الذي هاجر من اليمن وتوجه إلى حضرموت ونزل في وادي ( برهوت ) ومن ذلك الوادي دخل أرض عمــان والتي كان الفرس يسيطرون عليها أيام أردشير الأول فــاصطدم مالك بالفرس ، وتمكن من إنزال هزيمة بهم ، فهرب المرزبان فاستلم السلطة مالك بن فهم.
يقول ابن حزم الأندلسي في جمهرة أنساب العرب : إن أولاد مالك هم أحد عشر ولدا اشتهر منهم أربعة وهم سليمة ملك عمــان وجذيمة ملك العراق وهناءة الذي ينسب إليه الرهط الهنائي الكبير في عمــان ، والحارث والذي ينسب إليه الشحوح . وبهذا فان نسب الشحوح يعود إلى الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي اليمني الأصل.
و الشحوح كانوا هم القوة التي ساندت رحمة بن مطر في حروبه ضد العدوان الخارجي . واشتركوا معه في الحروب البرية والبحرية حتى ان بعض المصادر الهولندية ذكرت أن سبب قوة الشيخ رحمة حاكم جلــفار هو اعتماده على قبائل الشحـــوح التي تتصف بالشجاعة والرجولة وحب المغامرة.
وهنا يجب أن نميز بين القبائل التي انضمت تحت راية واحدة وسميت بـــ ( الشحوح ) وبين قبيلة الأزد التي تنمي إليها القبائل التي نطلق عليها جزافا ( الشحوح ) . فان الأزديين هم أحفاد الحارث بن مالك بن فهم والشحوح حلف ضم عدة قبائل من بينهم الأزديون والعدنانيون وغيرهم من القبائل الأخرى.